i
طالما أغمضت عيني وتخيلت بلادي
مثلما صوّر ظني وتمناها فؤادي
جنة وارفة الظل جناها
للذي قام عليها ورعاها
والذي ضحى بما يملكه
من متاع وشباب فحماها
مثلا أعلى وذكرا احمدا
يذهب العمر ويبقى أبدا
نية خاصة في قصدها
ويدا شدت على العهد يدا
ثم فتحت عيوني
بعد أن طال انتظاري
وتبينت ظنوني فإذا الجنة داري
سال فيها الماء سلسالا معينا
وجرى الخير شمالا ويمينا
وتلاقت في حماها أنفس
طالما فرقها الدهر سنينا
والذي كان انقساما
صار ودا وسلاما
وإذا الهمة في أبنائها
فجرت صخرا وشقت سبلا
وإذا الوحدة في آرائها
حققت في كل باب أملا
والذي كان ظلاما
صار نورا وابتساما
والذي كان كلاما
صار أعمالا جساما
افتحي عينيك يا عيني
وانظري ما بين عهدي
واشهدي أن الذي كان
خيالا تمناه فؤادي
أصبح اليوم جمالا وجلالا
وغدا قلبي ينادي
اسلمي يا مصر واسعدي بالنصر
أنا فتحت عيوني بعد أن طالا انتظاري
وتيقنت ظنوني فإذا الجنة داري