i
من أي عهد في القرى تتدفق وبأي كف في المدائن تغدق
ومن السماء نزلت أم فجرت من عليا الجنان جداولا تترقرق
وبأي عين أم بأية مزنة أم أي طوفان تفيض وتفهق
وبأي نول أنت ناسج بردة للضفتين جديدها لا يخلق
تسود ديباجا إذا فارقتها فإذا حضرت إخضوضر الإستبرق
في كل آونة تبدل صبغة عجبا وأنت الصابغ المتأنق
أتت الدهور عليك مهدك مترع وحياضك الشرق الشهية دفق
تسقي وتطعم لا إناؤك ضائق بالواردين ولا خوانك ينفق
والماء تسكبه فيسبك عسجدا والأرض تغرقها فيحيا المغرق
تعيي منابعك العقول ويستوي متخبط في علمها ومحقق
أخلقت راووق الدهور ولم تزل بك حمأة كالمسك لا تتروق
حمراء في الأحواض إلا أنها بيضاء في عنق الثرى تتألق
دين الأوائل فيك دين مروءة لم لا يؤله من يقوت ويرزق
لو أن مخلوقا يؤله لم تكن لسواك مرتبة الألوهة تخلق
جعلوا الهوى لك والوقار عبادة إن العبادة خشية وتعلق
دانو ببحر بالمكارم زاخر عذب المشارع مده لا يلحق
متقيد بعهوده ووعوده يجري على سنن الوفاء ويصدق