وكالحلم جئتي .. و كالحلم غبتي..
وأصبحت أنفض منك اليدا !
فما كان أغربه .. ملتقى..
و ما كان أقصره .. موعدا..
٭٭٭٭٭
رأيتك .. والجمع ما بيننا..
فلم أر غيرك .. عبر المدى..
شفاه كما يتحدى الربيع..
وجفن كما تتعرى المُدى..
فيا لك من وردة أُرهِقت..
بحوْم الفراش .. وسَقط الندى !
و يا لي من شاعر عاشق..
ينادي الهوى .. فيخوض الردى..
ويتلو عليك .. عيون القصيد..
ويرقب عينيك .. يرجو الصدى..
كطفل يداهن أستاذه..
ليهمس "أحسنت!" .. "ما أجودا!"
ويطرق أستاذه واجما..
ولا يذكر الطفل ما أنشدا..
ولا تنظرين .. ولا تنطقين..
وأرجع مستسلما .. مجهدا !
٭٭٭٭٭
اذن جُنّ من قبلي الشعراء..
وما كنت في الصبوة الأوحدا..
ولم يبق من طائر ما شدا..
ولا وتر لك ما غردا..
اذن أنا أقبلت أهدي التمور..
لهجْر .. وأرقب منها الجَدا !
٭٭٭٭٭
أيا ابنة كل اخضرار المروج..
أنا ابن الجفاف .. وما استولدا..
ويا ابنة كل مياه الغمام..
أنا طفل كل قرون الصدى ..
ويا كل أفراح كل الطيور ..
أنا كل أحزان من قُيّدا..
دموع الجموع .. على ناظري..
وذل اليتامى .. وخوف العدا..
عرفت عصارة كل الهموم..
رضيعا .. وعانيتها أمردا..
وجربتها .. وحسام السنين..
مشيت على مفرقي عربدا.. !
فمالك .. يا دمية المترفين؟
تثيرين هذا الأسى الأربدا ؟
ومالك يا نشوة القادرين؟
تهزين في يأسه المُقعدا..
٭٭٭٭٭
سلام عليك.. على العاشقين..
يضمهم الليل في المنتدى..
على كل من ذاق .. أو لم يذق..
على كل من راح .. أو من غدا..
سلام عليك .. على كل لحظة..
من العمر .. أعطيتِها المقودا..
فطارت إلى شرفات الجنون..
إلى حيث يعثُر حتى الهُدى..
وأغرتْ بيَ المستحيل .. اللذيذ ..
فأسلمني الأفق الموصدا..
فيا حرقة الصقر .. شَام السُها..
فخّر صريعا .. وما استُشهدا..!
غدا تنقش الريح من ريش..
"تعيشُ الصقور .. و تفنى سُدى!"