i
أيُّ القصائدِ هذا اليوم أدَّخِرٌ أمُتَّ حقاً؟ إذن فالقلبُ ينحسِرُ
وأيُّ شِعرٍ أقول الشعر يسبقني إليكَ والكلماتُ السودُ تنتحرُ
لا قلبَ يخفقُ بعد الآن لا رجل من جرحه ذكريات النار تنهمرُ
فماذا أصنع والشعر الذي بيَدي وهم، وكيفَ أغنّي والمدى حجرُ
أأنت تسقطُ يا الله كيف بها الةُ الشوفِ لما هزَّها الخبرُ
عرائسُ الكلماتِ ادخلي في جسدي وأَحِلْنَ كل طريقٍ دونه وعِرُ
واكتبنَ كان أمير النارِ ثمَّ هوى فراحَ كالحجر في الأسحارِ ينهَمِرُ
وقال: ليست نجومُ الأرضِ غير دم إذا حجبناهُ لن يبقى لها أثـَرُ
كأنـَّما جبلُ الباروكِ أذهَلَهُ أن تنحني، فمشى في يومكَ الشجرُ
والأرْزُ أفلتَ من حُرّاسِهِ ومشى وفي ثناياهُ من جرحِ الردى خدرُ
لما هَوَيْتَ هوى من بُرْجِهِ بَرَدى وبانكسارِكَ كان النيل ينكسِرُ
والمشرقُ العربيُّ الحزنُ يغمُرُهُ عليكَ، والمغربُ الأقصى به كَدَرُ
كأنما أمّةٌ في شخصكَ اجتمعتْ وأنتَ وحدك في صحرائها المطَرُ
أَظُنُّها طلقاتُ الغدْرِ حينَ هَوَتْ تكادُ لو أبصرَتْ عيْنَيْكَ تَعْتَذِرُ
قُتِلْتَ؟ لا لم تَمُتْ لكنهم كَذِباً تَوَهَّموا، أو أماتَ الغدرُ مَنْ غَدَروا
هذا عليٌّ يُصَلّي فوقَ مسجِدِهِ يا ابنَ الـ كمالِ اضْرِبْ إنَّهُ قَدَرُ
واغْمِدِ السَّيْفَ حتى العمق في جسدي هذا هِلالُ جِياعِ الأرض لَوْ نَظَروا
والدَّمُ ليسَ دَماً بَلْ تِلْكَ نَجمتهم ستملأُ الأرضَ بالخيْرِ الذي انتظروا
أرضَ الخسارةِ يا لبنان هَلْ رجل يُعيدُ للناسِ بعدَ اليومَ ما خَسِروا
كانَ المُدافِعُ عن حُرّيةٍ سٌلِبَتْ وَراحَ قِنْديلُها في الأُفْقِ يُحْتَضَرُ
واشتراكـــــيةٌ بالعِلْمِ يَصْنـــَعُها تقدُميٌّ بِـــــهِ مِنْ شَعــــْبِهِ كِبَرُ
على المناديلِ مِنْ أوْجاعِهِ عَبَقٌ وفي المواويلِ مِنْ أحلامِهِ قَمَرُ
مَضى يُعلِّمُنا كيف تَرى الشعوب الدنيا وكيفَ طريقُ النَصْرِ يُخْتَصَرُ
وقالَ: هذا فَلْيَكُنْ جَسَدي منارةً وَلأكُنْ جِسْراً لِمَنْ عَبَروا
قُتِلْتَ؟! وَما كانَ ظَنّي أن تموتَ وفي يَدَيْكَ وإليهِ الأعمارُ تُبْتَكَرُ
غداً تَجيءُ إذا ما جاءَت عاصفةٌ مِنَ الجماهيرِ لا تُبْقي ولا تَذْرُ
كأنّني ألمَحُ الأجيالَ هادِرَةً وَأنتَ فيها وَلَمْ يُسْعَفِ العُمْرُ
طالَ ارتحالكَ ما عَوَّدْتنا سَفَرا أبا المساكينِ فارْجَعْ نَحْنُ ننتَظِرُ