i
البارحة عيني عن النوم جازيه
الناس نيّامٍ وانا سهير
أكايد العبرات في مظلم الدجى
والقلب له بين الظلوع زفير
جاني كتابٍ بالبريد مسجل
قالو توجه والجواب خطير
قلت آه واعزّاه ويش مصيبتي
وش آخرتها هذا الجواب تصير
من الحجاز أمسيت والنفس طايبه
ماعاد نفسي تقبل التأخير
من باكر مسيّان طبّيت ديرتي
قلت الخبر والعلم والتفسير
---
قالو لي أمك له ليالي مريضة
وملزمة عليك بالتحضير
واليوم هذا مع رحيمك توجهت
تبي طبيبٍ بالرياض خبير
قلت الطبيب الله جل وتعالى
سامع دبيب النمل يوم يسير
وصلت لبريدة بساعه لقيتها
سلمت على أمي والفراق عسير
لا جت تبي تسأل عني تعبرت
ودموعها فوق الخدود نثير
قالت وراك أبطيت عنّي وانا أمك
وانته بعقلي يا ظناي خشير
---
وانا أوجس الدنيا بوجهي تقلبت
وانا ادري حق الوالدين كبير
وأخذت بخاطرها وهي عني راضيه
يالله عساني في رضاه قدير
بغيت أخاويها ولكن تعذرت
صارت عليّا بالقعاد تشير
تقول وسع خاطر امي وعيلتي
وانا أسبوع وراجعه في خير
وادعتها والقلب معها ومهجتي
مدري عن الدنيا بها ويش تصير
عادت عقب أسبوع تنهي علاجها
والحال تنقص ما بها توفير
---
لاحظتها والنقص يمشي بحالها
وقعدت عند أمي ولا عاد أسير
يوم المرض فيها تشدّد وجادها
قعدت عند الوالدة خفير
قعدت عند الوالدة لين توفيت
وهي على صدري وبقيت حسير
صفقت في كفي وعضيت شفّتي
ولا لي عن اللي يقسم الله مصير
أقوم وأقعد واجتلد من ما معي
وانا ادري إني ما معي تدبير
وهلت دموع العين منّي على الثرى
حار القدم لاجيت أسير يحير
---
النفس ما تقوى على الصبر دونها
والصدر به عقب الفراق سعير
وضعتها بالقبر يا كبر عبرتي
أكايد العبرات بالضمير
ضفّوا عليها اللبْن أتلى العهد بها
والدمع من فوق النظير يحير
عزون في فرقى الحبيبة جماعتي
والله يعطينا العزى في خير
رجعت لمّ الدار ولا صياحهم
كبيرهم أصعب من الصغير
قعدت أنا بالدار ياشين دارنا
من عقب فرقى الأم ويش نصير
---
قلت آه واعزاه عزّي لحالتي
وانا أوجس الدنيا بيت الستير
الدار أنا سبلت ما طالني بها
جداني اللي يستحق الخير
يا دار مالي فيك من عقب ما مضى
يا دار لك غيري وانا ألقى غير
يا دار ما للذنب الله مطّلع
لا شك رجلي يوم أجيك تحير
الله يغفر لها ويلطف بحالها
العالم اللي بالعباد بصير
الله يعفو عنك ما ذعذع الهوى
يا خير من نرجيه يا مجير